الخميس، 15 مارس 2012

ما أحلى الرجوع إليه



فجأة تخلى عنه الجميع..نبذوه ..طردوه ، ضاقوا به وتضايقوا منه .
أوصدوا في وجهه ابوابهم ، لم يكترثوا به أو يلتفتوا إليه ؛ افترقوا وتفرقوا عنه ... وحيداَ يمشي في الدرب ، لا تراجع ، لا اعتراف بالهزيمة ، لا إقرار بالضلال .. والتشاغل عن ذلك بما سيلفظه المستقبل ويوقعه في جعبته ونصيبه ؛ وفجأة كما تخلى الجميع عنه أقلع عن عناده وذهب إليه وطرق بابه ففُتِحَ الباب .
هكذا كان وهكذا كنا ؛ تناسينا فنَسينا، وتشاغلنا فشُغِلْنا، وسلكنا المتاهات فأخذتنا من ضياع إلى الضياع .
طرق متشعبة متداخلة متباعدة فرّقتنا أكثر من فُرْقتِنا، زخرفها خدعنا فلم ننظر للبها ، لم نتعلم أصررنا على الجهل ورفضنا حتى  الاعتراف بجهلنا وعدم فهمنا ، بل غررنا بأنفسنا فاغترت قلوبنا وعقولنا وكلنا .
قتلنا العمر بحثاً عن المجد في مواطن الضعف ، وتفتيشاً عن العز في مواطن الذل ؛ تركنا الحياة وانتظرنا قابعين في انتظار  الموت .. انتظار الضعيف المستسلم المغلوب على أمره .
أخذنا في الركض بعيداً عن النور خوفاً منه فأعيننا تعوّدت واعتادت على العيش كالخفافيش والشياطين في الأوكار ، لم نتعظ .. كيف لمن غره الضعف أن يتعظ بالقوة ؟ !
نسينا أصلنا ، ولكن للخذلان والضعف والنسيان نهاية .
لم نحاول الاعتراف بل فضلنا الاغتراف من الضلال ؛ فلنحاول الرجوع ، فلنحاول محاولة واحدة لا أكثر . نندم ونتوب ونرجع .. نعود للطريق الواضح البسيط أقرب طريق بين نقطتين ، فلنرجع  ولنطرق الباب فسيُفْتَح .. _ لا _  بل إنه مفتوح ولن يغلق أبدا ً، فلتتفضل وتدخل وتجلس مع من أحبوك ولتطلب من سيّدك العفو والرحمة والغفران أيها العبد الآبق الهارب المغرور ؛ ثم صف لي شعورك عند الرجوع إليه .
...فعلاً ما أحلى الرجوع إليه .        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق